#navbar-iframe { height:0px; display:none; }

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

رحيل

أهديتك الحب وأهديتنى رحيلاً لم أكاد أشفى من آثار هزاته ...

مازلت تسكننى برغم الفراق الذى وقع بيننا ، مازالت روحك تعرف طريقها إلي برغم هبوبك على قاره أخرى تدعى اسما لا أطيق نطقه ..طويلاً تحاشيت لقائك وحرصت على إتخاذ سبلاً أخرى غير تلك التى تحمل أقدامك ..خشية الحنين بعد الحرمان ، ولكن شائت الأقدار أن ألتقى بكما ذلك اليوم فى نفس المكان الذى إعتدتنا اللقاء به .. لم أصدق اختيارك نفس المكان للقائكما .. هل كانت خطه دبرتها للقائى ،هل إفتقدتنى مثلما أفتقدك فسارعت الى المكان الذى لطالما إحتوتنا جدرانه وأنصتت لنا مقاعده وطاولاته ،وتسللت ضحكاتنا عبر نوافذه وأبوابه أم أنها مصادفه أهدانى إياها القدر كى أشهد بعينى فظاظه إندماجكما ونشاز صحبتكما..!

لم تليق بك ولم تكن أنت مناسباً لها .. كان مشهداً مثيراً للدهشه ..كما هو مثيراً للسخريه فلطالما كنت دقيقاً فى حكمك على الأخرين ، حاذقاً فى انتقائهم ..كنت تذهلنى بحكمتك فى إبداء أرائك فيمن حولنا من مجرد لقاء عابر أو نظره ثاقبه فى العمق ، كانت لك القدره على الإيقاع بى فى فخ الولع بك بمجرد ضحكه تطلقها أو إشاره تعرف جيدا كيف تلقيها ..أو كم من الوقت يجب أن ينقضى فى حديث صامت يمكنك بعدها أسر قبلاتى بلا أدنى اعتراض ..

ابتسامتك كيف ترسمها .. عينيك كيف تصوبها .. يديك كيف تدنو وتقبض دون أن تخطئ .. همسك حين يدوى بأعماقى فيموج ويلطم شواطئ روحى ..

عشقت فيك تلك الثقه الشاهقه والشموخ الحاد .. وسعيت بغاياتى للوصول الى الكمال كى أنتمى إليك ، لم أكن أعرف بأننى على وشك الإنزلاق فى بئر غرورك وبأن ثمه غرق على وشك أن يلحق بى ..

كيف حدث وأخطأ حضرة الروائى الرائع وآل به الحال ليضيع ويخرج عن النص ؟!،تسائلت فى نفسى ، هل أضجرك هدوئى فسعيت الى كوكب ضوضاء يمنحك مزيدا من الصخب ، أم أنك مللت أنشوده العاشق المثالى التى أهديتك إياها فى ذكرى لقائنا الأول فهجرتنى من أجل الإستماع إلى أنشوده العاشق الأحمق ..هل أرهقك عطرى وضاق صدرك به فأردت أن تحتسى عطراً جديداً له بريق حريق ومذاق خانق ..

كنتما معا تشكلان ثنائى من الشئ ونقيضه أو كلعبه تحديد الإختلافات .. كان يمكننى ببساطه أن أشير إلى كل أوجه الإختلافات فى تلك اللعبه ..

كم أرهقنى ذلك المشهد وبعد مرور القليل من الوقت أدركت بأنك لم تدبر حقاً للقائى ..فأنت بالتأكيد لن تسعى لنيل رحيلك منى .!



0 comments:

إرسال تعليق

اكتب تعليقاتك هنا

Related Posts with Thumbnails

wibiya widget